الفقر: وهو نقض اليد من الدنيا وصيانة القلب من إظهار الشكوى ونعت الفقير الصادق ثلاثة أشياء: صيانة فقره وحفظ سره وإقامة دينه. قال جعفر الخلدي: خدمت ستمائة شيخ، فما وجدت من شفى قلبي من أربع مسائل، حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي: سل عن مسائلك؟ فقلت: وما التوحيد؟ فقال: هو ترك التفكر في ذات الله، فكل ما أتى به الوهم أو جلاه الفهم فربما عز وجل مخالف لذلك، فقلت: وما التصوف؟ فقال: ترك الدعاوي وكتمان المعاني. فقلت: وما الفقر؟ فقال: هو سر من أسرار الله يودعه فيمن يشاء من عباده فمن كتمه فهو من أهله وزاده الله منه، ومن باح به نفته الله عنه.
قلت: جواب كل إنسان على قدر مقامه، كما قال عليه السلام: خاطبوا الناس بقدر ما يفهمون، فقوله عليه السلام في التوحيد أعلاه: ترك التفكر في ذات الله، أي لأن التفكر في كنه الربوبية منهي عنه إذ لا يدرك، وأما التفكر في أسرار الربوبية وأنوار صفاتها فلا عبادة أعظم منها. وقال عليه السلام في التوحيد: كل ما أتى به وهم...إلى آخره لا يدرك إلا حس الكائنات فهو قصير والفهم بالذوق لا يدرك أسرار التوحيد، لأنها خارجة عن الوهم ودرك العقل. فظهر معنى قوله عليه السلام: كل ما أتى به الوهم... إلى آخره، وقوله عليه السلام في شأن الفقر: من كتمه فهو من أهله، أي فيكون من السابقين ويزيده تعالى من أسراره وأنواره وهي حلاوة المعاملة والمعرفة. يحكى عن أبي علي الدقاق: أنه جلس يوما مع بعض أصحابه فكانت منه غفلة، حتى شكا ضيق حاله، فلما تفرق أصحابه، نام بعضهم فهتف به هاتف وقال: بالله أبلغ أبا عبد الله علي الدقاق ما أقول لك، ثم أنشد:
قل للرويجل من ذوي الأقدار الفقر من شيمة الأحرار (البيت الأول ناقص الوزن)
إن الذي ألبست من حلل التقى *** لو شاء ربك كنت عنها عار
قلت: جواب كل إنسان على قدر مقامه، كما قال عليه السلام: خاطبوا الناس بقدر ما يفهمون، فقوله عليه السلام في التوحيد أعلاه: ترك التفكر في ذات الله، أي لأن التفكر في كنه الربوبية منهي عنه إذ لا يدرك، وأما التفكر في أسرار الربوبية وأنوار صفاتها فلا عبادة أعظم منها. وقال عليه السلام في التوحيد: كل ما أتى به وهم...إلى آخره لا يدرك إلا حس الكائنات فهو قصير والفهم بالذوق لا يدرك أسرار التوحيد، لأنها خارجة عن الوهم ودرك العقل. فظهر معنى قوله عليه السلام: كل ما أتى به الوهم... إلى آخره، وقوله عليه السلام في شأن الفقر: من كتمه فهو من أهله، أي فيكون من السابقين ويزيده تعالى من أسراره وأنواره وهي حلاوة المعاملة والمعرفة. يحكى عن أبي علي الدقاق: أنه جلس يوما مع بعض أصحابه فكانت منه غفلة، حتى شكا ضيق حاله، فلما تفرق أصحابه، نام بعضهم فهتف به هاتف وقال: بالله أبلغ أبا عبد الله علي الدقاق ما أقول لك، ثم أنشد:
قل للرويجل من ذوي الأقدار الفقر من شيمة الأحرار (البيت الأول ناقص الوزن)
إن الذي ألبست من حلل التقى *** لو شاء ربك كنت عنها عار
Tidak ada komentar :
Posting Komentar