باب فى المقامات

وأما المقام: فهو ما يتحقق العبد بمنازلته واجتهاده من الأدب وما يتمكن فيه من مقامات اليقين، بتكسب وتطلب. فمقام كل أحد موضع إقامته، فالمقامات تكون أولا أحوالا حيث لم يتمكن المريد منها لأنها تتحول ثم تصير مقامات بعد التمكين. كالتوبة مثلا تحصل ثم تنقص حتى تصير مقاما وهي التوبة النصوح وهكذا بقية المقامات. وشرطه: ألا يترقى مقاما حتى يستوفي أحكامه فمن لا توبة له، لا تصح له إنابة ومن لا إنابة له لا تصح له استقامته. ومن لا ورع له لا يصح له زهد. وهكذا. وقد يتحقق المقام الأول بالثاني، إذا ترقى عنه قبل أحكامه، إن كان له شيخ كامل وقد يطوي عنه المقامات ويدسه إلى الفناء. إن رآه أهلا بتوقد قريحته ورقة فطنته. فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب. هذا معنى المقام بفتح الميم. وأما بالضم فمعناه الإقامة ولا يكمل لأحد منازلة مقام، إلا بشهود إقامة الحق تعالى فيه. وفي الحكم: من علامات النجح في النهاية الرجوع إلى الله في البداية وقال أيضا: من كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته.

1 komentar :